رواية (المذكرات الملعونة)
الفصل الثانى عشر12
بقلم اماني الشهيد
تركت فاطمة ليلة بعد حوارها معها ،،،
فباتت ليلتها تفكر كيف حال جدتها ،،؟؟ وماذا فعلت فى غيابها ،،؟
ولم تستطيع النوم الى أن جاء الصباح فخرجت تُنادى من بالبيت ،،
سمعتها فاطمة فجائتها مسرعة تطلب منها أن تصمت لكى لا تزعج حسن بيه فى هذا الوقت المبكر ،،
أخفصت ليلة صوتها بعد طلب فاطمة وقالت : أرجوكِ يا سيدتى أن تأتى لى بملابسى لكى أذهب فقد تأخرت جداً على جدتى ،،
قالت فاطمة : يمكنك أخذ هذه الملابس فقد سمح لك حسن بيه بأخذها ،،
ردت ليلة : لكنى لا أرغب فى إرتداء مثل هذه الملابس ،،
وأتبعت قائلة : أريد ملابسي فقط ،،
ترددت فاطمة قليلاً ثم قالت : لكنى تخلصت من ملابسك فهى كانت قديمة بالية وأيضا متسخة جداً ،،
سمعت ليلة قول فاطمة وجن جنونها ، وأخذت تصيح بصوت عالى
: وماذا يضرك فى ملابسي كى تتخلصى منها ،،
: متسخة أو قديمة ،،!! أنا أقتنع بها وأريدها ،،
حاولت فاطمة أن تقنع ليلة كى تذهب بهذه الملابس التى ترتديها دون جدوى ،،
وبعد عدت دقائق من محاولات فاطمة فى إحتواء الموقف دون اللجوء الى حسن بيه ، ،
لم تقتنع ليلة أبداً أن تذهب الى جدتها بمثل هذه الملابس الشبه عارية ،،
وعلى صوت ليلة العالى إستيقظ حسن وجاء يسأل عن سبب صراخها بهذه الطريقة ؟؟
قامت فاطمة بشرح الأمر سريعاً له عسى أن يعذرها فقد حاولت إقناعها وليلة لم تقتنع وظلت تصيح ،،
قاطعها حسن قائلاً : إذاً إعطيها ملابسها ولا داعى لهذا كله ،،
أخفضت فاطمة رأسها فى حضور حسن بيه وقالت : لقد تخلصت منهم ياسيدى ،،
حسن : وكيف هذا ؟؟ ماذا فعلتِ بهم ؟؟
فاطمة وهى ماتزال رأسها منخفضة : لقد رميتهم فى القمامة ،،
لم تتحمل ليلة كلمات فاطمة وأخذت تبكِ وتقول : كيف أعود لجدتى بمثل هذه الملابس بعد غياب يومين ،،؟؟
كيف أمر بالقرية ؟؟ وماذا سيقول الناس عنى إذا رأونى بهذه الملابس ؟؟
ولم تكف عن البكاء فى حين صمت حسن وفاطمة وبقية الخدم الذين أتوا على صوت ليلة وبكائها ،،
بدا على حسن التفكير لبضع دقائق ،، ثم قال لفاطمة : ألا يوجد عندك أو عند أي ممن يعملون بالڤيلا ملابس تشبه ملابسها ،،؟ ترتديها الى أن تذهب لمنزلها ،،
فاطمة : كل ملابس من يعملن بالڤيلا لا تناسبها فهى مثل ملابسى هذه وهو زي موحد كما أمرتنا من قبل ، ولا أعتقد أنه يناسبها فهى ترتدى ملابس ريفية طويلة وواسعة ،،
لم يجد حسن بيه بد من أن يبعث ويشترى لليلة ملابس طويلة واسعة كما تريد ،،
بعث فاطمة ومروان بالعربة الى المدينة ليشتروا ما يناسبها
وظلت ليلة تنتظر وهى على أحر من الجمر ولا تعرف كيف مرت هذه الأيام على جدتها ،،
🌠🌠🌠
أصبح حال الجدة يُرثى له بعد غياب ليلة كل هذه المدة ، فقد أصبحت شبه موقنة أن حفيدتها حدث لها مكروه وضاعت منها ،،
باتت هى الأخرى مستيقظة تفكر فى مصير حفيدتها وقررت أن تذهب تبحث عنها مرة أخرى أو تبلغ الشرطة بغيابها ،،
وفى الصباح الباكر خرجت لتنفذ ما قررت ولم تكن تدرى بما يضمره أهل القرية لها ولحفيدتها ،،
فقد باتت بعض نساء القرية يتحدثن لرجالهن بأنه لم يعد بالإمكان السكوت عن أمر غياب ليلة ، ومن قبل وجودها بالقرية ، فهم قد تحملوا نحسها بما يكفى ، ولن يتحملوا بعد ذلك أن تجلب الخذى والعار للقرية ،،
وإجتمع رأى أغلب الناس فى القرية أن يقوموا بطرد ليلة وجدتها من القرية إذا عادت مرة أخرى ،،
🌠🌠🌠
إنتصف النهار وعادت الجدة تجر أذيال الخيبة فقد بحثت كثيراً ولم تجد ليلة ، كما ذهبت تُبلغ الشرطة لكنها شعرت بعدم
الإهتمام وأخذ بلاغها مأخذ الجدية ، فقد تخطت ليلة الواحد وعشرون عاماً ، وأصبحت مسؤولة عن تصرفاتها وقد قال لها الشرطى ربما تكون قد ذهبت برغبتها ،،
لم تقتنع الجدة بكلام الشرطى فهى تعرف حفيدتها جيداً ، وتعرف إنها لا يمكن أن تتركها وتذهب ،،
كانت الجدة تسير ببطء فى طريقها الى القرية تبكِ وتحدث نفسها فيما حل بها وتقاوم تعبها النفسى والجسدى ، لكن أهل القرية لم يرحموها ، فقد تجمع بعض النساء والرجال على أول
القرية يقذفوها وحفيدتها بأبشع الكلمات ،،
لم تستطيع الجدة مواجهتهم فقد أخذ التعب والإرهاق منها مأخذه ،،
وفجأة ظهرت من بعيد عربة فارهة تدخل القرية فتعجب الجميع من قدوم مثل هذه السيارات الى قريتهم الفقيرة ،،
نظرت الجدة بلهفة للعربة القادمة وكاد قلبها يقفذ من صدرها ، فقد تخيلت أن هذه العربة تحمل لها أخبار سيئة عن حفيدتها ،،
الكل كان يترقب تلك السيارة وما تحمله من أخبار ،،
وقبل عدة أمتار من هذا الجمع توقفت السيارة ، وببطء فُتح الباب وخرجت ليلة وقد ظهر الخوف على ملامحها من تجمع الناس حول جدتها بهذه الطريقة ،،
عندما خرجت ليلة من السيارة وجه الناس أنظارهم لليلة ونسوا أمر السيارة ومن فيها ،،
وبدأت النساء يرشقونها بالكلمات الجارحة منهم من قالت موجهة كلامها لجدتها : هذه هى ليلة حفيدتك التى تبحثين عنها ، تأتى بعد غياب يومين مع أحدهم بسيارته ،،تُرى بكم باعت نفسها ؟؟
وتبعتها أخرى : هذا أمر لا يصح السكوت عليه ولن نسمح لمثل ليلة هذه البقاء بيننا فلابد من طردهم من القرية فقد زاد الأمر
عن حده ،،
حاولت ليلة شرح ما حدث لهم ولجدتها لكنهم لم يعطوها فرصة ، وظنوا أن هذه فرصة مناسبة كى يتخلصوا من ليلة ونحسها وإبعادهم عن القرية ،،
فنظرت النساء ليعضهن وعزموا أمرهم على هذا ،،
فتعالت أصواتهن بلزوم طرد ليلة وجدتها من القرية بعد أن إقترفت ليلة هذه الأخطاء الفادحة فقد غابت يومين وعندما عادت ، عادت وهى ترتدى ملابس غير التى كانت ترتديها وأيضا عادت فى سيارة فارهة مع أحدهم ،،
فلا يمكن أن يكون شيء حدث سوى إنها باعت نفسها ومشت فى طريق الغواية ، هذا كله ما أقنع به أهل القرية أنفسهم ليريحوا ضمائرهم وهم يقوموا بطرد ليلة وجدتها شر طردة دون حتى أن يسمحوا لهم بأخذ أى شيء من منزلهم ،،
حتى حسن بيه بعدما رأى كل ما جرى من أهل القرية تجاه ليلة ترجل من سيارته وحاول شرح الأمر لهم ، لكن دون جدوى فلم يسمعوا منه شيء وأصروا على قرارهم ،،
🌠🌠🌠
لم تقوي ليلة وحدها على مواجهة ظلم أهل القرية لها ، وأيضا جدتها لم تقاوم مرضها أكثر من هذا ووقعت مغشى عليها فصرخت ليلة خوفاً على جدتها ،،
وبالرغم من هذا كله لم تلن قلوب أهل القرية لهم وإستمروا فى طردهم فما كان من حسن إلا أن قام بحمل الجدة بمساعدة ليلة وإضطرت ليلة للركوب مرة أخرى بسيارة حسن بيه فلم يعد أمامها طريق آخر ،،
ذهبت ليلة مع حسن وهى تبكِ بكاءاً شديداً وقد أغلقت كل الطرق فى وجهها ولم تعد تدرى ماذا تفعل ؟؟
تعليقات: 0
إرسال تعليق