رواية (المذكرات الملعونة)
الفصل الحادي عشر11
بقلم اماني الشهيد
تحررت يد ليلة من قبضة الرجل بعد أن تلقى لكمة قاضية من أحدهم خارج الغرفة ،،
صرخ الرجل متأوهاً من قوة الضربة وقال : أتضربنى يا حسن من أجل فتاة مثل هذه ؟؟ !!
نظرت ليلة وقد تعجبت من مقولة الرجل ولم تفهم قصده !!
ثم نظرت لحسن هذا الذى سمعت إسمه أكثر من مرة دون أن تراه ،،
حسن العمرى ،، رجل ثرى من القاهرة لديه مصانع وشركات يتجاوز عمره الخامسة والثلاثين وحيد ليس لديه عائلة ولم يتزوج الى الآن يعيش حياة الليل والسهر والمجون ،،
له بالقرب من قرية ليلة ڤيلا على خمسة أفدنة يقيم فيها كل فترة حفلاً أو ربما حفلات لأصحابه ممن حياتهم مثل حياته ،،
لا يعرف من النساء إلا من هم على إستعداد أن تبيع نفسها لأى شخص مقابل المال أو بعض الملابس أو الطعام ،،
لكن الغريب أنه يدافع عن ليلة دون أن يعرفها حتى أصحابه رجال ونساء تعجبوا من دفاعه عنها !!
قام الرجل من سقطته بعد تلقيه لكمة حسن وهو يقول :كان بإمكانك الإفصاح عن رغبتك إذا كنت تحتفظ بها لنفسك ،،
وأكمل كلماته : ولكن لا تضربنى هكذا أمام الجميع ،،
وهنا إقترب منه حسن وأمسكه من ملابسه وسحبه بقوة ورماه بالخارج وسط ذهول الجميع ،،
وبعد أن رمى حسن الرجل خارجاً إلتفت بكل غضب لضيوفه وقال بصوت جهورى : إخرجوا كلكم من بيتى ولا تعودوا مرة أخرى ،،
لم يستوعب ضيوفه مقولته فى بادئ الأمر وظلوا محدقين فيه
فصرخ فيهم مرة أخرى : قلت أخرجوا ،،،
فتسارعوا كلهم خارجين من الڤيلا وكلا منهم يستقل سيارته ،،
حتى خرج الجميع ماعدا فتاتان يبدو إنهم ظنوا أن أمر الخروج لا يشملهم ،،
وبعد دقيقتين نظر لهم حسن والشرار يتطاير من عينيه وقال : ألم أقل إخرجوا ؟؟
نظرت الفتاتان لبعضهما بإستغراب وسألته إحداهما وكيف نخرج وقد جئنا معك الليلة الماضية ؟؟
قال لهم بعدم إهتمام : جئتم معى بالأمس واليوم لم أعد بحاجتكما فلتمضوا لحال سبيلكما ،،
ووسط تعجب الفتاتان أخرج هو من جيبه رزمة كبيرة من النقود ورماهم بكل إحتقار أمام أرجلهم على الأرض ،،
إنحنت إحداهما وإلتقطت النقود وقالت : لكن الوقت تأخر ولم يعد بإمكاننا العودة الى القاهرة وحدنا ،،
فقال لهم حسن : هذا لا يعنينى ، المهم أن تخرجوا الآن ،،
كل هذا يحدث أمام ليلة وهى ترى دون أن تتحدث بشئ ،،
وبالرغم من إنها الى الآن لا تعرف ما يدور حولها ،،؟! وبالرغم من أن ملابس الفتاتان لا تعجبها إلا إنها لم تتحمل أن يعاملهما المدعو حسن هذا ، بهذا الإسلوب ،،
فقامت بلف نفسها بغطاء الفراش مرة أخرى ووقفت أمامه وهى تقول له : لماذا تعاملهما بهذا الإسلوب ؟؟
: أليس لك أخت ؟؟ أليس لك أم أو زوجة فتتقى الله فيهن ؟؟
نظر حسن لليلة دقيقة ثم نادى قالاً : مروان
فحضر أمامه المدعو مروان منفذاً أوامر سيده ،
فقال له حسن آمراً : خذ الفتاتان وأوصلهم منازلهم ،،
فنظر مروان للفتاتان بنظرة أمر أن يتبعانه فخرجتا وراءه بكل هدوء ،،
وبعد هذا ساد الهدوء بالڤيلا ، ولم يبقى سوى ليلة وحسن ،،
صمتت ليلة دقيقتين وهى تفكر لماذا سمع كلامها حسن هذا وأوصل الفتاتان الى منازلهم ،،؟؟
بعدما كان يصر أن يخرجهما فى هذا الوقت من الليل دون أن يعنيه أمرهما ؟؟
لم تطل التفكير وتذكرت حالها وتأخرها عن جدتها كل هذا الوقت ،،
فقالت له : أريد ملابسى ،،
فقال لها : لماذا ؟؟
قالت : أريد أن أعود لمنزلى فقد تأخرت ،،
فقال : ولكن الوقت تأخر كما ترين ولن تستطيعى الذهاب الآن وعليكِ الإنتظار الى الصباح ،،
قالت : لا أستطيع أن أبقى معك هنا وحدنا ،،
ضحك حسن من كلماتها ولأول مرة تراه مبتسماً وكأن قولها أدخل على قلبه السرور ،،
ولم يرد على كلماتها بل قال منادياً مرة أخرى قائلاً : فاطمة ،،
فخرجت سيدة ترتدى ملابس الخدم ،،
قامت بتحيته وسألته عن طلبه ؟؟
قال لها : خذى ليلة الى الداخل وقومى بخدمتها وتلبية أوامرها ،،
تعجبت ليلة جداً من معرفته لأسمها !!!
لكنها لم تنطق وتبعت السيدة كما أشارت لها ،،
عندما دخلت ليلة الغرفة قالت للسيدة أريد ملابسى ،،
فسألتها فاطمة : ألم تعجبك الملابس التى ألبستها لك ؟؟
ليلة : هل أنتِ من ألبسنى هذه الملابس ؟؟
فاطمة : نعم أنا فقد جاء بك حسن بيه بالأمس عندما أتى من القاهرة وأنتِ فى حالة يرثى لها ، ورأسك مجروح لأنك وقعتِ أمام سيارته ،،
وأنا قمت بتنظيفك وتبديل ملابسك ومشطت لك شعرك ،
وقد قام حسن بيه بإستدعاء دكتور ونظف جرحك وربطه وأعطاكِ بعض الأدوية ،،
لكنك ذهبتِ فى غيبوبة طويلة وسهرت بجوارك طوال الليل ،،
كما أن الأستاذ حسن كان قلق عليكِ جداً ولم يتركك حتى الصباح ،،
عرفت ليلة من كلام فاطمة كل ما حدث لها بالأمس ، لكنها لا تعلم كيف عرف حسن بيه أسمها ،،
فسألت فاطمة عن هذا ؟؟
فقالت : أنتِ من قلتِ لنا عن إسمك ،،
: وليس هذا فحسب بل قلتِ لنا عن بعض تفاصيل حياتك ،،
فتعجبت ليلة أيضا من هذا الكلام !!
وسألت فاطمة : وكيف هذا ؟؟
قالت فاطمة لقد بكيتِ كثيراً فى غيبوبتك وقولتِ أشياء كثيرة عن حياتك ،،
فخجلت ليلة وسألتها بإهتمام : وماذا قلت ؟؟ قولى لي كل شيء قولته أرجوكِ ،،
قالت فاطمة : ذكرتى أبوك وأمك وناديتي عليهم كثيراً أن يأخذوكِ معهم الى العالم الآخر ،،
وذكرتى ظلم الناس لك وتسببهم فى موت أمك وعدم إكمالك تعليمك ،،
وذكرتى جدتك وحبك الشديد لها وخوفك من إنك تفقدينها ،،
وأيضا ذكرتى ظلم أصحاب العمل وتحميلهم لك فوق ما تطيقين من العمل لأنهم يعتقدون إنك منحوسة ،،
خجلت ليلة جداً وسألتها : وهل سمع حسن بيه كل هذا الكلام ؟
قالت فاطمة : نعم سمعه ولأول مرة أرى الدموع فى عيون حسن بيه الليلة الماضية بعدما سمع أنينك وبكاءك ،،
تعليقات: 0
إرسال تعليق