رواية (المذكرات الملعونة) الفصل الرابع4بقلم اماني الشهيد
تجمع بعض أهل القرية على رأى واحد ، وهو رفضهم التام أن تبقى ليلة مع أبنائهم بالمدرسة ،،
وعندما رفضت زينب أن تتنازل عن حق أبنتها فى التعليم ،
هددوها أن يقدموا شكوى يرفضون فيها أن تبقى ليلة مع أبنائهم ،،
وقفت زينب تحدثهم وتسألهم قائلة : لماذا تحملون أبنتي أخطاء
لم تفعلها ؟؟
: ليس خطأها أن قدرها تأتى الى الدنيا يوم وفاة والدها ،،
: ليس خطأها إنكم إعتقدتم إنها منحوسة فأصبحتم تحملونها كل أخطائكم وأقداركم ،،
دافعت زينب عن أبنتها حتى أنهكها التعب وهى تحاول إقناعهم وكلما بدا أن قليل منهم بدأ يفكر بمعقولية ما تقوله زينب ، تخرج إحدى النساء
الجاهلات وتذكرهم بموقف سئ حدث لها وتدعى أن سببه فقط هو وجود ليلة ، حتى يقتنع الناس بكلامها ويصرون على رفضهم الأول ،،
🌠🌠🌠
زاد على زينب مرضها وهى ترى تعنتهم وظلمهم لأبنتها ، حتى أم زينب لم تستطيع مجابهتهم وهى قليلة الحيلة ، ليس لها سند إلا أن تشتكيهم الى خالقهم ،،
رأت ليلة أمها تقاوم لتقف صلبة أمام أهل القرية ووعت أن الحوار يخصها لكنها لم تدرك معنى إعتقاد الناس إنها منحوسة ، ولماذا يعتقد الناس فيها هذا الإعتقاد ،،
وبعد أن ذهب الناس رأت جدتها تُكثر من حسبى الله ونعم الوكيل ، ورأت أمها تبكِ ، وتخرج تنهدات حزينة ثم تحتضنها وتلعب فى خصلات شعرها وتقول لها : لماذا لا يراكِ الناس مثلما أراكِ ؟؟
كانت هناك تساؤلات كثيرة تدور فى عقل ليلة لكنها لم تجد لها إجابة ،،
فى اليوم التالى إستعدت ليلة بكل حماس وإقبال على الحياة لتذهب الى المدرسة ، وهى تضع فى عقلها تحقيق أمنية أمها فيها أن تتعلم وتصبح فى يوم من الأيام ذات شأن عظيم ،،
وعلى غير عادتها تراخت جدتها فى الذهاب بها الى المدرسة مثل كل يوم ،،
فسألتها ليلة عن سبب هذا وقالت : لماذا ياجدتى لم ترتدى ملابسك لتذهبى بى الى المدرسة ؟؟
ولكن الجدة نظرت لحفيدتها فى أسى دون أن تفصح عن مكنون صدرها بكلمة ،،
ولما رأت زينب أمها لم تهم لتذهب بأبنتها الى المدرسة ، قامت تقاوم مرضها وقالت لليلة : أنا سأذهب بك الى المدرسة هذا اليوم ، فأوقفتها أمها قائلة : أنتِ ياإبنتى مريضة ، وأنا ضعيفة ولن نقوى أنا وأنتِ أن نقف فى وجه هؤلاء الظالمين ،،
وأكملت الأم : وقد رأيتيهم بالأمس يصرون على رفضهم بقاء ليلة بالمدرسة ،،
لكن زينب أصرت أن تذهب بإبنتها الى المدرسة فخافت عليها أمها وذهبت معها ،،
🌠🌠🌠
عندما رأت نساء القرية زينب وهى تذهب بإبنتها قامت بجمع بعض الرجال الذين يوافقونهم الرأى وذهبوا الى المدرسة كى يقدموا شكوة ،،
وبالفعل قدموا شكوة بأنهم يرفضون ليلة مع ابنائهم ،،
ولأنهم كثرة قبل ناظر المدرسة شكوتهم ،،
وبكل أسى وحزن عادت زينب بأبنتها وأمها الى المنزل ،،
ومع تساؤلات الصغيرة لتفهم ما يحدث كان كل شيء يكتب بنقش الحزن والألم فى عقلها الصغير وروحها البريئة ،،
وظلت زينب بعد هذا الحادث تعانى المرض الجسدى والألم الروحى من ظلم الناس لأبنتها حتى أسلمت الروح لبارئها ، وليلة تنادى أمها أن لا تتركها وتذهب ،،
وتناديها أن تأخذها معها وألا تتركها مع هؤلاء الناس ،،
لكن زينب إستسلمت وتركت إبنتها وحيدة مع جدتها الضعيفة ، التي لا تقوى على حماية ليلة من جهل هؤلاء الناس ،،
ماتت زينب وكانت وصيتها الأخيرة لأمها أن تجعل ليلة تتعلم القراءة والكتابة بأى طريقة ،،
تركت زينب الدنيا وتركت إبنتها ليلة دون أن تجيب تساؤلاتها
لماذا يحدث معها كل هذا ؟؟
ولما رأت ليلة أمها تذهب الى السماء كما قالت لها جدتها وتتركها وحيدة ، وقبل ذلك حكم عليها الناس أن تبقى حبيسة البيت دون أن تعرف سبب لهذا الحكم ،،؟!!وأيضا حرموها أن تذهب الى المدرسة مثل كل الأطفال ، ولكل هذه الأسباب إلتزمت ليلة الصمت وأصبحت تُفضل الجلوس فى مكان منعزل من البيت لا تحدث جدتها إلا نادراً ،،
وجدتها بذلت جهدها لتخرجها من هذه الحالة دون جدوى ،،
🌠🌠🌠
ظلت جدة ليلة حزينة على إبنتها وحفيدتها وما يحدث لها وهؤلاء الناس قلوبهم مثل الصخور لم ترق لحال ليلة ، بل وزاد موت أمها إعتقادهم بأن ليلة تصيب بالنحس
والأذى كل من يقترب منها ، وأغلب أهل القرية شددوا على أبناءهم عدم الإقتراب من ليلة ، لكن جدتها إحتضنتها وأعطتها كل حنان الأم ، وكانت تحاكيها وتخفف عنها ما بها من ألم ، حتى إستطاعت أن تكون كل شيء عند ليلة ،،
لكن شيء واحد كان يُرهق تفكير الجدة ، وهو كيف تنفذ وصية إبنتها وتُعلم ليلة ،،؟وكيف لها على قلة حيلتها أن تقف أمام أهل القرية ،،
تعليقات: 0
إرسال تعليق