رواية (المذكرات الملعونة)
الفصل العاشر10
بقلم اماني الشهيد
لم تشعر ليلة كم بقيت فى غيبوبتها ،،؟؟
وبعد فترة من الزمن بدأ يتهادى الى مسامعها كلمات وضحكات وصخب ، وكأنها قريبة من سوق أو ماشابه ،،
ثم بدأت تفتح عيونها ببطء لتنظر حولها وتحاول إستطلاع المكان ،،
نظرت ليلة حولها لتجد نفسها فى غرفة رائعة الأثاث ، لم ترى مثيلاً لها فى حياتها كلها ،،
ثم إنتبهت للفراش الذى تنام عليه فوجدته
بنعومة الحرير ، وفجأة إنتبهت لنفسها فوجدت نفسها ترتدى ملابس جميلة لم ترى أحد يرتدى مثلها سوى فى التلفاز ، لكنها لم تعجبها فقد كانت تكشف أكثر من نصف جسدها ، حاولت البحث عن ملابسها الواسعة فلم تجدها ،،
فقامت بلف نفسها بغطاء الفراش الذى كانت نائمة عليه حتى تستر نفسها ،،
قامت ليلة ببطء وهى تشعر بالتعب تتجول فى الغرفة عساها تعرف أين هى ،،؟؟
وجدت أمامها مرآة ، وعندما نظرت لنفسها فيها إنتبهت أيضا أن شعرها ممشط مفرود على ظهرها ، لكن رأسها مربوط بشاش ، وحين أرادت إنتزاعه شعرت فجأة بألم فى رأسها عرفت بعده أن رأسها مصابة بجروح ،،
حاولت فتح الباب حتى تعرف سبب هذا الصخب بالخارج فلم تستطع فعادت الى الفراش جلست عليه ، وعادت بذاكرتها الى الوراء تتذكر كل ما حدث حتى أتت ذاكرتها على جدتها فقامت فجأة وكأنها تذكرت شيء عظيم ،،
قامت الى الباب تطرقه بعنف تنادى من بالخارج ليفتح لها ،،
طرقت وطرقت فلم ينتبه لها أحد لصوتهم العالى ،،
فتعبت وعادت الى الفراش مرة أخرى وبدأت تفكر وتسأل نفسها ،،
تُرى كيف حال جدتى المريضة الآن ،،؟؟ وقد تأخرت عليها ؟؟
ومن أتى بى الى هذا المكان ؟؟
وماذا حدث لى حتى جرحت رأسى ؟؟
والسؤال الأهم كم مر من الوقت وأنا فى هذا المكان ؟؟
🌠🌠🌠
نعود الى جدة ليلة عندما تأخرت ليلة عن موعدها قلقت عليها وجلست تحتسب الله فى أفعال الناس وتحجر قلوبهم ، وهى تعرف أنهم يُحملون حفيدتها ضعف العمل بنصف الأجر لحاجتها للمال ،،
لكن ليلة تأخرت أكثر وأكثر وإنتصف الليل ولم تعد الجدة تتحمل قلقها على حفيدتها الى هذا الحد ، لكنها لا تستطيع الخروج والبحث عنها تحت هذا الظلام ، وبكت الجدة من شدة قلقها على حفيدتها وهى تكاد تُجزم أن ليلة حدث لها مكروه ،،
لم يقل قلق الجدة طوال الليل ولم يغمض لها جفن ،،
ظلت الجدة على حالها حتى ظهرت خيوط الصباح الأولى فقامت تقاوم أمراضها وتستند على حوائط المنازل حتى خرجت من القرية ،،
وكلما أتت على حقل تسأل صاحبه عن ليلة لكنهم لا يعرفون عنها شيء ،،
ظلت الجدة تبحث عن ليلة حتى إنتصف النهار ، وإشتد الحر على الجدة التى خرجت دون أن تأخذ دوائها ، وبدأ التعب يظهر على خطواتها فلم تعد تستطيع مواصلة السير والبحث عن حفيدتها ،،
فتجبرت على نفسها وجرت أقدامها الى أن وصلت مشارف القرية ،،
وتحت ظل شجرة جلست تلتقط أنفاسها وكلما مر بها أحد تسأله عن حفيدتها ليلة ،،
تارة تبكِ وتارة يعلو صوتها بالنداء على ليلة ،،
إن مر عليها أحد لا يعرفها يمص شفتيه ويظنها مجنونة فينظر لها بشفقة ويتركها ويذهب ،،
وإذا مر عليها أحد من القرية يعرفها لا يكترث كثيراً لأمرها فهم منذ زمن قاطعوها هى وحفيدتها وحتى وجودهم فى القرية لا يعنى أحد من أهلها ،،
ولما طال جلوسها وإقترب الوقت من المغرب زادت الجدة فى البكاء وندائها على ليلة ،،
فإنتبه لها عدد أكبر من أهل القرية ، وبدأت النساء يتساءلن ما بين بعضهن أين ذهبت ليلة ؟؟
وبدأ الهمز واللمز يكثر ، منهم من قالت ربما هربت مع أحد ،،
وأخريات يقلن ربما ذهبت فى طريق الغواية ،،
وكلهن يستعذن بالله من الشيطان الذى غوى ليلة أن لا يقدر عليهن ويغويهن مثلها ،،
وكأنهن ملائكة لم يخطأوا أبداً ،،
ومع مرور الوقت إشتد الظلام وبدأ الناس كلما مروا بها يرمونها هى وحفيدتها بأقبح الكلمات ،،
حتى رق قلب رجل من أهل القرية لحالها وأخذ يحايلها حتى تعود معه لبيتها ويطمئنها بكلمات هادئة عن حفيدتها ،،
كقوله لها : ربما ذهبت لأعمامها ،،
أو ربما يمنعها شيء لا نعرفه وسوف تأتى بين حين وآخر ،،
ذهبت الجدة مع الرجل ومازالت بعض النساء والرجال يرمونها ببعض الأقوال ، ويقولون لابد أن يطردونها هى وحفيدتها خارج القرية ويرددون أن القرية لم يدخلها الخير منذ أن ولدت ليلة فيها ،،
وصل الرجل بالجدة الى منزلها لكنه لم يستطيع أن يقنعها أن تدخل بيتها فجلست أمام البيت تنتظر حفيدتها وتبكِ وتناديها
🌠🌠🌠
ظلت ليلة تحاول فتح الباب دون جدوى فأخذت تطرقه بكل قوتها لتنبه من بالخارج فيقوموا بفتح الباب لها ،،
وبعد فترة من طرقها الباب شعرت أن أحدهم يقترب ، فطرقت الباب مرة أخرى وهى تنادى من بالخارج أن يفتح لها ،،
وفجأة فُتح الباب ليدخل منه رجل لم يكن على طبيعته ، هكذا بدا لليلة فقد كان يتمايل فى وقفته فتراجعت للخلف خائفة ،،
فتبعها فى إصرار وهو يحاول نزع غطاء الفراش التى كانت تتستر به ، فصرخت بأعلى صوتها وهى تدفعه بعيداً عنها بكل شراسة ،،
هزمت صرخة ليلة كل الصخب الذى كانت تسمعه ، وبعدها سكن كل شيء ،،
مرت دقيقة من الهدوء لتجد ليلة نفسها فجأة أمام حشد من الرجال والنساء والكثير منهم على شاكلة الرجل الأول يتمايلون وكأنهم أغصان شجر تتراقص بفعل الهواء ،،
والنساء منهم شبه عاريات ،،
نظر الكل لليلة محدقين فى جمالها الأخاذ ،،
وهم يتساءلون فيما بينهم من هذه الفتاة ؟؟
ولماذا يخبأها عنهم حسن بيه ؟؟
وآخرون يردون : ربما يخبأها لنفسه ،،
نظرت ليلة لهم بخوف شديد ، وتعجبت من تحديقهم فيها ، وحين إنتبهت وجدت نفسها قد رمت الغطاء عنها عندما دفعت الرجل الأول ، فبدت بملابسها الغريبة هذه ، لا تختلف كثيراً عن هؤلاء النسوة اللاتى تقفن أمامها ،،
أسرعت لتأخذ الغطاء لتستر نفسها به مرة أخرى ، فشده أحد الرجال بقوة ورماه بعيداً وهو يقول ولماذا هذا الغطاء ؟؟
وأمسك يدها رغماً عنها وهو يشدها الى الخارج ويقول : فلتخرجى وتكملى السهرة معنا يا فاتنتى فأنتِ بارعة الجمال ،،
صرخت ليلة وحاولت بكل قوتها أن تنزع يدها من يد الرجل لكن دون جدوى ،،
وسحبها الرجل وراءه بكل قسوة وهى تصرخ وتبكِ لينقذها أحد ،،
وفجأة تراخت أصابع الرجل التى كانت تقبض على يدها بكل قوة وتراجع للخلف مترنحاً ،،
إثر تلقيه لكمة قاضية من أحدهم بالخارج ،،،
تعليقات: 0
إرسال تعليق