-->

رواية (المذكرات الملعونة) الفصل السابع7 بقلم اماني الشهيد

رواية (المذكرات الملعونة)  الفصل السابع7 بقلم اماني الشهيد


    رواية (المذكرات الملعونة)
     الفصل السابع7
    بقلم اماني الشهيد





    بعد ذهاب سعاد من بيت الشيخ محمود عزمت على المجيئ مرة أخرى بل مرات حتى تقنع زوجة الشيخ أن هذه البنت منحوسة ،،
    لكنها لو علمت أنها بالفعل وضعت الشك فى قلب زوجة الشيخ ، لعرفت أنها لن تحتاج عدة مرات أخرى لتقنعها فقد أخذ الشيطان يروى تلك البذرة التى رمتها سعاد فى عقل زوجة الشيخ ، فتنبهت لوجود ليلة ، وأصبحت تراقب كل تصرفاتها






     ولعبها وحركاتها وكلما حدثها الشيطان بشئ مما قالته سعاد لها تستعيذ من الشيطان وتنفض الفكرة عن رأسها لكنه شيطان رجيم يخسأ قليلاً ثم يعود حتى ينتصر إذا وجد تهاون ضئيل من بنى البشر ،،
    ،،
    فى بادئ الأمر تغيرت لغة زوجة الشيخ فأصبحت دون أن تدرى تحدثها بحدة قليلاً ولا تعترف بأنها تغيرت والسبب كلمات سعاد التى رمتها فى عقلها ،،
    عندما تأتى ليلة لتلعب مع أولاد الشيخ تتعلل زوجة الشيخ بأى  شيء كى لا تجعل  ليلة تلعب مع أولادها ،،
    وكان محمد وسلوى أولاد الشيخ قد تعودوا على وجود ليلة بينهم تلعب معهم ،،






    وعندما تغيرت أمهم تجاه ليلة وأصبحت تتحجج مرة تلو الأخرى وتمنعهم من اللعب معها  ،،
    أثر هذا الأمر على حالتهم النفسية ، وحين يسألونها عن السبب الذى جعلها تتغير تجاه ليلة وتعاملها بهذه الطريقة ،،؟؟
    لا تقدم سبب مقنع لهم ولا حتى لنفسها ،،!!

    تغير مستوى الأولاد بعد تعامل أمهم بهذه الطريقة معهم ، ومع ليلة ومنعهم من ممارسة حياتهم بطريقو عادية كما كانوا ،،
    فأصبح تعاملهم عصبى وطريقتهم مختلفة ،، 
     وبعد هذه الأحداث بعدة أيام جائت سعاد تعاود زيارة زوجة الشيخ لتكمل ما بدئته قبل ذلك وتجعل زوجة الشيخ تبعد ليلة عن أبنائها ،،
    لم تدرى سعاد أن حديثها الأول كان له أثره بالفعل على زوجة الشيخ ،،
    لكنها هذه المرة بدأت تسألها وتقول : ألم تلحظى تأثير ليلة السيئ على أطفالك ،،





    وبدأت تكلمها عن إنها تخلصها النصيحة ، ولا تبغى غير ذلك ثم تركتها للشيطان يكمل ما بدأته ،،
    حدثها الشيطان عن حال أولادها الذى تغير للأسوء ، وأرجع هذا  السوء بسبب وجود ليلة معهم ، وظل يوسوس لها الشيطان ويعيد على مسامعها كلام سعاد حتى صدقت أن ليلة بالفعل منحوسة ، ولا يجب أن تبقى مع أولادها ،،

    🌠🌠🌠

    وهكذا هى بداية كل شيء يبدأ رويداً ، رويدا حتى يصبح حقيقة ،،
    وهذا ما حدث مع زوجة الشيخ محمود فقد ترددت ليلة على منزلهم ولعبت مع أولادها لعدة شهور وهى أيضا تعرف أن التشاؤم حرام لكنها إستسلمت لوسوسة الشيطان ، وكلام المدعوة سعاد ، وأغلقت قلبها تجاه ليلة ، وكلما حدث شيء سيئ ولو كان بسيط لأولادها تظن أن السبب هو تردد ليلة على منزلهم ،،





    ولم تعد زوجة الشيخ تتحمل وجود ليلة وسط أبنائها ، فبدأت تقول لجدة ليلة إنها لم تعد بحاجتها لتساعدها فى أعمال المنزل ،،
    ولما كانت الجدة بحاجة لهذا المبلغ الذى يعطيه الشيخ لها حتى تنفق على ليلة ومعاشهما ، ألحت عليها أن تبقيها فى عملها لكنها تحججت أن الحال لم يعد كالسابق وسوف تقوم هى بأعمال المنزل وتوفر لأن مصاريفهم أصبحت كثيرة ،،
    وبالفعل نجحت فى منع الجدة من العمل معها فى المنزل ،،
    وإعتقدت إنها بذلك تخلصت من وجود ليلة مع أبنائها ،،




    لكن الجدة تنازلت عن العمل ولم تتنازل عن تعليم ليلة ، فكانت تأتى بليلة على موعد الدرس وكان الشيخ محمود يدرسها مع أولاده وهذا أيضا لم يعجبها ، وجلست تفكر كيف تتخلص نهائياً من وجود ليلة مع أبنائها ،،

    فكرت أن تطلب من الجدة أن لا تأتى بحفيدتها لتدرسها مع الأولاد لكنها خافت أن تفهم الجدة لماذا إستغنت عن عملها معها بالمنزل ،،؟؟ وتذهب تشتكي للشيخ فيغضب ، وهى تعرف طبعه فى هذا الجانب ، وتعرف إنه شديد الإيمان بربه ولن يعترف بهذه الأقاويل التى شاعت عن ليلة  ،،

    لم يعد أمام زوجة الشيخ إلا أن تكتفى بمنع أولادها التعامل نهائياً مع ليلة وكانت حجتها هذه المرة أن إبنها أصبح عمره يقارب الحادية عشر عام ، وهم من عائله متدينة فلا ينبغى أن




     تتواجد فتاة فى عمر ليلة التى قاربت ثمان سنوات مع إبنها وأصبحت تدرس هذا لأبنها محمد أما سلوى فقالت لها إنه من الأفضل لها أن تلعب مع أخيها ولا تتركه يلعب وحيداً ،،

    لكن الجدة لاحظت تغير حال زوجة الشيخ تجاهها هى وحفيدتها وشكت ان يكون حدث خطب ما منها ،،!! أو من حفيدتها جعل زوجة الشيخ تعاملهم بهذه الطريقة ،،






    عزمت الجده على الذهاب لزوجة الشيخ وسؤالها عما حدث غيرها تجاههما هكذا ،،
    فذهبت لكنها عندما إقتربت من بيت الشيخ رأت سعاد جارتها تخرج من بيت الشيخ وزوجة الشيخ تودعها بإبتسامة واسعة وكأنهما أصدقاء منذ زمن ، وعند هذا علمت الجدة أن سعاد سيطرت على  زوجة الشيخ بأفكارها الخبيثة تجاه ليلة ،،
    وعندما علمت الجدة سبب تغير معاملة زوجة الشيخ رجعت الى بيتها حزينة على حال حفيدتها وظلم الناس لها ،،






    كل هذا وليلة لا تدرى شيء عما حدث ويحدث لكنها بدأت تسأل جدتها عن السبب الذى منعها من الذهاب الى منزل الشيخ ،،؟؟ وإكمال تعليمها وحفظها القرآن ؟؟
    لم ترد الجدة شرح الأمر لليلة حتى لا يسيطر عليها الحزن ، وأصبحت كلما طلبت منها ليلة الذهاب لبيت الشيخ تتحجج بحجة غير الأخرى 







    ، وتصر على ألا تذهب بحفيدتها هناك نزولا على رغبة زوجة الشيخ ، وحتى لا تضايق حفيدتها بشئ من أفعالها ورفضها لها ،،
    أقنعت الجدة حفيدتها أن تكتب وتتعلم مما تتذكره من دروس الشيخ لها وإشترت لها بعض الكتب كى تساعدها فى ذلك ،،

    ومع مرور الوقت بدأت ليلة تسأل نفسها لماذا لا يتقبلها الناس من حولها بالرغم من إنها تحبهم جميعاً ولا تكره أحداً ؟؟





    وبدأت تربط الأحداث التى تذكرها من حياتها الماضية ، وحادثة الطفل الذى إتهمتها إمه بجرح رأسه وأيضا عدم موافقة الناس أن تدرس مع أبنائهم وموت أمها ، وعلى عقلها الصغير ظلت هذه مجرد تساؤلات تدور فى عقلها دون إجابة ،،

    🌠🌠🌠

    مر إسبوعين ولم تذهب ليلو لتدرس عند الشيخ محمود مما جعله يذهب الى بيت جدتها يسأل عنها ؟؟
    وعندما سأل جدتها عن السبب الذى جعلها تنقطع عن العمل فى المنزل وإنقطاع ليلة عن الدرس ؟؟
    لم تستطيع أن تقول له الحقيقة حتى لا تسبب فى مشاكل بينه وبين زوجته ،،
    لكن الشيخ لم يقتنع بأى سبب قدمته الجدة له وقال لها إنها إن لم تكن ترغب فى البقاء فى العمل فعلى الأقل يجب أن تدع ليلة تكمل تعليمها معه ،،






    لكن الجدو أصرت على رفضها فألح عليها الشيخ لمعرفة السبب الحقيقى وراء رفضها بهذا الإصرار ،،
    فحكت له الجدة ما حدث من زوجته ورؤيتها لسعاد معها ،،
    وكانت قد قصت عليه سابقاً عن إعتقاد أهل القرية أن ليلة طفلة منحوسة ، فغضب الشيخ بشده مما فعلته زوجته وساءه
    أن يخرج هذا الجهل من أهل بيته ،،

    لم تدرى الجدة بأن ليلو قد سمعت كل شيء قالته للشيخ وأصبحت تعرف السبب فى معاملة الناس لها بهذه الطريقة ،،!! وأيضا وجدت الجواب لكل سؤال كانت تبحث له عن إجابه ،،







    إنفردت ليلة بنفسها تبكِ وتنتحب وتنادى على أمها وأبيها وتلومهم أنهم تركوها فى هذه الدنيا وحيدة يظلمها الناس ،
    وعندما سمعتها جدتها إحتضنتها وهى تقول : لا يا حبيبتى أنا معك ولن أتركك وحيدة ،،
    ورغم كل الحب الذى تقدمه الجدة لحفيدتها لم تستطيع أن تخرجها من حزنها ،،

    أما الشيخ محمود فعندما علم ما فعلته زوجته فى حق ليلة اليتيمة رجع الى البيت وفى قلبه حزن وغضب ،،، 





                                الفصل الثامن من هنا
    مهرجان الرويات
    @مرسلة بواسطة
    كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع مهرجان الروايات .

    إرسال تعليق