رواية (المذكرات الملعونة)
الفصل الثانى2
بقلم اماني الشهيد
بعد أن مات حسان الراوى زينة شباب القرية كما يصفه كل من كان يعرفه من حكاية حبه مع زينب ، والتى گانت أيضا أجمل فتاة فى القرية ، لم تنسى زينب حسان وذكرياتهما معاً ،
ومن بعده أصبحت دائما مريضة لا تقوى على فعل شيء فقامت أمها برعايتها ورعاية إبنتها ليلة ،،
عائلة حسان كان لهم من الأولاد غير حسان أثنين ومن البنات أربع ، لكن والد حسان ووالدته توفاهم الله قبل حسان ولم يكن باقى من عائلة زينب غير أمها ، وبعد موت حسان حزن أخوته كثيراً عليه وكلما رأوا ليلة بنت حسان تذكروا ليلة وفاته ،،
حتى أصبحوا يتحاشوا زيارة زينب وإبنتها ليلة ،،
وظلت أم زينب تراعى حفيدتها ليلة وتدافع عنها ، وتقول لكل من يذكر أمامها أن حفيدتها شؤم على البلدة ، أن ما حدث هو قدر مكتوب لا دخل لحفيدتها به ،،
وتوالى مرور الأيام وزينب على حالها لم يتحسن ، وأمها أنفقت كل ما كانت تملك لعلاج أبنتها ، تارة عند الأطباء ، وأخرى عند كل شيخ تسمع عنه فى علاج من بهم مس من الجن دون جدوى ،،
ومر على هذا الحال ثلاث سنوات ولم يعد لدى أم زينب شيء تنفقه على إبنتها وحفيدتها ، ولم تعد تقوى على العمل الذى يدر عليها دخل تنفق منه ، وأحيانا عندما تذهب لتعمل فى بعض حقول القرية باليومية كما كانت قبل وفاة حسان ومرض زينب ، فلا يقبل صاحب الحقل لأنها جلبت معها ليلة إبنة زينب لأنها لا تقوى على رعايتها ،
فى بادئ الأمر كان يرفضها صاحب الحقل لأنها تُلهى جدتها عن العمل ،،
ولما تكرر هذا الموقف مع أصحاب عدة حقول بدأت النسوة فى القريو يتناقلون خبر رفض عمل أم زينب فى الحقول بسبب حفيدتها ويتساءلون عن السبب ، وبدأت كل واحدة عند نقل الخبر لأخرى تُبدى رأى من بنات أفكارها ، حتى أتى يوم وقالت إحداهن أن أصحاب الحقول يرفضون أم زينب لأنها تأخذ معها حفيدتها ليلة المنحوسة ، وترسخت الفكرة فى عقول الناس وأصبحوا يتناقلون ما بينهم الأقوال عن ليلة أبنة حسان الراوى المنحوسة ، حتى
توالت الأيام وأصبح كل الناس ترفض أن تعمل أم زينب عنده بسبب حفيدتها ، وبدأت أم زينب تنفد من عندها المؤن ، ولم تجد نقود تنفقها على مرض أبنتها وإطعام حفيدتها ،،
🌠🌠🌠
ذهبت جدة ليلة مجبرة لأعمام وعمات ليلة ، تطلب منهم أن يتحملوا نفقة إطعام ليلة لأنها لم تعد عندها ما تنفقه عليها وعلى والدتها وجلست تترجاهم أن يساعدوها ،،
منهم من كان فى قلبه بعض رحمة فألزم نفسه بإعطاء أم زينب نفقة شهرية تنفق منها على إطعام ليلة ، ومنهم من تعلل بقلة ذات اليد ، ومنهم من تحاشى الكلام فى موضوع ليلة من الأساس ، خوفاً من أن يناله بعض نحس أو سوء حظ إذا إقترب منها ،،
ورضيت أم زينب بقليل من النفقة التى كان يبعثها أحد أعمام ليلة وإحدى عماتها والبقية تجاهلوا الموضوع من بادئ الأمر ،،
وأصبحت تنفق القليل من النقود على إطعام الطفلة ليلة ، وتُبقى جزء بسيط أيضا لتأتى لزينب بالعلاج ،،
وعندما بلغت ليلة خمس سنوات كانت ترى أمها دائما مريضة ، وجدتها تعانى من تحمل المسؤلية فى ظروف قاسية لا تعلم الصغيرة عنها شيء ،،
ومنذ هذا الوقت بدأت جدتها تطلب منها أن تقوم ببعض شؤن البيت مثل أن تناولها شيء بعيداً عنها أو تنظف المنزل فى غيابها وترعى أمها بأن تناولها بعض الماء لتناول الدواء أو ما تريده من أشياء بسيطة ،،
ولم تدرك ليلة حينها لماذا تطلب منها جدتها ألا تغادر المنزل ، ولا فهمت لماذا ترفض أن تتركها تلعب مع أبناء القرية فى الشارع كلما سمعتهم يلعبون ،،
وكلما سألت أمها عن السبب تقول لها إنها تخاف عليها كثيراً لذلك لا تتركها تخرج ،،
وعندما تسأل جدتها تقول لها كلام يشبه كلام أمها ، وتزيد أن أمها مريضة ويجب أن تبقى بجوارها طوال الوقت لتُراعيها ،،
وفى يوم من الأيام كانت جدة ليلة قد ذهبت لتأتى بالنفقة الشهرية من أعمام ليلة ، وكانت زينب نائمة ، إنتبهت ليلة لأصوات الأطفال يلعبون فى الشارع وتتعالى أصواتهم بالضحكات والمرح ، فإشتاقت نفسها أن تمرح معهم ،،
فحدثتها نفسها أن تخرج وتلعب معهم لبعض الوقت ،،
فتحت ليلة الباب ونظرت منه فى خوف ، فرأت الأطفال يلعبون ، وبقيت بعض الوقت تراقبهم من بعيد ، حتى إنتبه لها طفل من الأطفال فذهب يدعوها لتلعب معهم ،،
وفرحت ليلة جداً بدعوته ، وقام هذا الطفل الذى كان يبلغ من العمر عشر سنوات بسؤالها عن جدتها إن كانت بالمنزل ؟؟
قالت ليلة : إن جدتى ليست هنا ،،
فقال لها إذاً تعالى لتلعبى معنا هذه اللعبة ،، وأخذها وطلب من الأطفال زملاءه أن يضموا ليلة للعبهم حتى تأتى جدتها ،،
وقضت ليلة بعض الوقت تجرى وتمرح لأول مرة مع أطفال يتفاوت أعمارهم بين ست وعشر
سنوات ، أولاد وبنات ومر وقت عليهم وهم فى قمة السعادة باللعب مع القادمة الجديدة ليلة ، وهى أيضا قضت معهم وقت سعيد لأول مرة ،،
وكان كل شيء سيمر بسلام لولا أن إنتبهت إحدى سيدات القرية الى ليلة وهى تلعب مع الأطفال فى الشارع ، فقامت تجرى تنادى إبنها أن يكف عن اللعب ، ويأتيها فى الحال ولأنها أول مرة تحدث فلم يلبى الولد أمر أمه ، وفضل أن يبقى ليلعب مع ليلة تلك الطفلة الجميلة ،،
فقامت الأم لتجبر إبنها ليدخل المنزل لكى لا يلعب مع ليلة المنحوسو فيصيبه سوء كما كانت تعتقد ،،
لكنه كان طفل عنيد لم يسمع كلام أمه ،، فإضطرت الأم أن تجرى وراء إبنها كى تُمسك به وتجبره على دخول البيت ،،
وقام الولد يجرى أمام أمه حتى تعسرت قدمه ووقع لترتطم رأسه بحجر كبير ملقى على الأرض فجرح رأسه ، وقام الطفل يملأ الدم وجهه ،،
فأخذت المرأة تصيح وتقول : لقد أصابت ليلة المنحوسة رأس ولدى لقد أصابته بنحسها وشؤمها ،،
ووسط ذهول الأطفال مما حدث بدأوا ينظرون فى حيرة متسائلين عن معنى ما تقوله تلك المرأة ،،؟ وجاء أهل القرية على صوت المرأة يتسائلون عن ما حدث ،،؟
والمرأة تبكى وتقول لقد أصاب نحس ليلة إبنة حسان الراوى رأس إبنى ،،
تعليقات: 0
إرسال تعليق